" لماذا أكتب؟!
ربما لأنني لا أحسنُ شيئاً آخر.
لا أجد شيئاً أحبُ أن أقوم به (حقاً) سوى الكتابة. كل الأشياء الأخرى مضجرة وتُضاعِفُ يأسي. يوماً بعد يوم يصير العالم المحيط عدائياً أكثر، لأسباب لا تحصى. عندما أكتب أشعر بحصانتي ضد هذا العالم ، أصير قوياً وقادراً على المجابهات، أمتلك أسلحتي التي لا تخذل، ولا أعود أكترث بأحد أو بشيء.
ليست لدي أوهام تتصل بتغيير الواقع عن طريق الكتابة . الكتابة لا تغيّر، وإلا كان عالمنا قد أصبح فردوساً منذ آلاف السنين. على العكس، بنظرة واحدة نستطيع أن نكتشف مقدار البشاعة والظلم والوحشية التي يتدهور إليها الواقع والإنسان معاً، ثمة أحداث تجري تؤكد أن الإنسان لا يتغير. الطيب والشرير والجميل والقبيح، إذا ولدوا بهذه الصفة يواصلون ذلك حتى الموت. الإنسان الأول لا يزال يتحكم فينا.
الكتابة لا تستطيع أن تفعل شيئاً في هذا المجال.
بالنسبة لي ، الكتابة شأن ذاتي قادرة على حمايتي من هذا التدهور، فالكتابة قلعتي.
حاولت (بوسائل غير الكتابة) تغيير الواقع ففشلت. ربما أكون من بين أكبر الفاشلين وأجملهم يأساً. ومادمتُ قد فشلت في تغيير الواقع فلن أسمح له – على الأقل – أن يغيرني على هواه. زاهدٌ في كل شيء، لا تغريني سوى الحرية، لا تستعبدني طموحات الآخرين. لا أملك شيئاً ولا يمتلكني شيء، لكن الكتابة امتيازٌ يحسدنا عليه الملوك.
أكتب لأنني لستُ ملكاً ولا عبداً.
مثل ملائكة ملطخة بالأخطاء، و نمعن في الخطايا، في عالم متخم بمزاعم الصواب والكمال . وبعد تجارب الذين نادوا بتغيير العالم وتحويل الحياة، أعتقد أنه ينبغي أن نترك كل شيء على سجيته، ونكفّ عن الإدعاء بأننا نقدر على تغيير حجر في هذا الكوكب.
لهذا كله (فقط) أكتب. وهو سبب يروق لي حتى الآن.
ومادامت كتابتي تعجب تسعة أصدقاء وحبيبة واحدة،
فهذا جميل وجدير ويكفي. "
# عام لمن يرغب بالتعليق (: